من وحي قصيدة ابن دريد
محمد الحسـو
كان وجدُ الشاعر قد بلغ اوجَه وهو يتطلع الى لقاء اخوته المغتربين سنة 1986وترافق معه وصول رسالة من اخيه احمد يدعوه الى ان يجتمع باخوته في داره في مدينة مؤتة بالاردن حيث كان يعمل. فكانت هذه القصيدة ، وهي من وحي قصيدة ابن دريد.
إنْ يَحْـمِ عن عَينِـي البُكـا تَجَلُّــدِي
فالقلبُ موقوفٌ على سُــبـلِ البُــكا
-
قد غابَ عـنـي إخوتـي يا وَيْلـتـــا
متـَى آللِّــقـا، يا دَهرَنا متـَى اللِّقــا
واحِدُهُــــمْ في مَشـــرِق ٍ ، وآ خَرٌ
في مَغْــرِبٍ، وثالــثٌ فوقَ السُّـها
ورابـِـعٌ جارٌ لَـنــــا لكـنَّـــــهُ
في قُـربـهِ ينــأى لنــا، وإن دَنــــا
أَهدَى لَـنـــا أُمْـنِـيَــة ً أنْ نلـتَــقــي
فـي دارهِ ، أنعِـم بذاكَ المُـلْتقـــــى
فالقلبُ شَــــوقٌ مُهْـلـِكٌ مِن فُـرقـَــةٍ
مُـتأَجِّجٌ ، مُتَلَـهِّـفٌ مِـثـلُ اللَّـظَــــى
هل مُخْــبرٌ عن رَكبهِـمْ ،هل عالِـمٌ
أحوالَـهُـمْ .. أشواقَهُـم في الُمُنْــتَـأى
يا رَكبُ ، ركبَ السائرينَ لِحَـيِّهــمْ
خذني لَـهمْ في مَوكبٍ عندَ السُــرَى
لا تَمْـضِـيَنْ في خِـفْـيَةًٍ مُســـتَـعجِلا
لا تَتْـرُكَـنِّي يائســاً أَشْــــكو الضَنى
يا جَمـرة ً قد أُوقِدَتْ في مُهجَـتــــي
صَبراً على صَبرٍ، على حُكمِ القـَضا
وتحيتـي ( لابن ِ دُرَيْدٍ ) إننـــــــي
أشــــكو له - مَعْ بُعدْهِ - حَرَّ الجَّـوَى
السُّـــها : نجم بعيد من بنات النعش
السُـرى : الليل